معبد الأقصر
2019/04/07 10:44 ص
يرجع الفضل فى بناء هذا المعبد فى صورته الحاليه على الضفة الشرقية للنيل على محور واحد من الشمال الى الجنوب الى الملك أمنحوتب الثالث من ملوك الأسرة الثامنة عشرة ثم اضاف اليه الملك رمسيس الثانى من ملوك الاسرة التاسعة عشرة صرح كبير وخلفه فناء فسيح ذو اساطين بردية ويحتمل ان النواة الاولى لهذا المعبد قد وضعت فى عصر الدولة الوسطى.
أمر امنحوتب الثالث بإقامة هذا المعبد لثالوث طيبة ؛ أغلب الظن لأمرين : الاول ان يؤكد نسبة للأله آمون نفسه ؛اذ ان احقيته للعرش لم تكن واضحة طبقا للتقاليد المصريه التى تنص بأن الفرعون يجب ان يكون ابن ملك ومن سلاله ملكية ؛ اما اذا كانت سلالة غير نقية فيكتسب أحقيته للعرش بالزواج من الأبنة الكبرى للملك (السابق).ولم ينطبق احدى الشرطين على امنحوتب الثالث قأمه " موت-أم –اويا "لم تكن مصريه بل كانت سيدة ميتانية بنت" ارتاتاما " ملك دولة ميتانى ولم تكن زوجته " تى "من سلالة ملكيه بل كانت سيدة من عامة الشعب. ولهذا فكر امنحوتب ان يؤكده شرعيته للعرش بإثبات نسبه للأله آمون نفسه مثل مافعلت حتشبسوت من قبل ؛ فهداه تفكيره "بعد استشارة كهنة آمون " الى تسجيل ولادته المقدسة على جدران الغرفة الشهيره بالمعبد والمعروفة بغرفة الولادة وكانت نتيجة هذا ان امنحوتب الثالث المعروف بأنه ليس من سلالة ملكية مصريه اصبح أفضل من ملوك مصر السابقين الذين تجرى فى عروقهم الدماء الملكية النقيةلأنه اصبح ابن الإله آمون رع مباشرة ؛ ومن صلبه وبهذة الأسطوره وهذه النظرية اكد امنحوتب الثالث احقيته فى العرش. الأمر الثانى هو إرضاء كهنة آمون لكى يتقبلوه ملكا شرعيا لمصر رغم عدم وضوح أحقيته فى العرش ولم يكن فى وسع كهنة أمون رفض نسب امنحوتب الثالث الى إلأله آمون ؛ فقد وعدهم بإقامة معبد كبير لأعلان شأن آمون العظيم ولهذا تقبل الكهنه الملك الجديد بنسبه الألهى ولم يرفضه الشعب الذى لم يكن يشك فى اى شىء يقبله الكهنه.
كان الإله آمون يقوم بزيارة زوجتة الالهه موت مرة كل عام فينتقل من معبده فى الكرنك الى معبد الأقصر لذلك جعلوا من دار " الكرنك " قصر " آمون" الرسمى ومن "دار الاقصر "منزله الخاص يسكن فيه الى ازاوجه. ولكن لاينتقل الى تلك الدار فى موكبه الرسمى إلا فى موعد خاص من أيام العام. وهو موعد زواجه جعله القوم فى شهر "بابه"الذى سمى ذلك بأسم الدار نفسها.وهم لم يختاروا لعرش امون ذلك التاريخ عفوا ولا ارتجالا وانما اختاروه بعد تفكير عميق مبعثه حب الحياة والأمل فى التمتع بخيرها. ففى هذا الشهر يكون موسم الفيضان وهو موسم الخصب والبركه فيه يغرس النهر بأرض مصر فتحمل بهذا الخير العظييم الذى يطلع على الدنيا رزقا حسنا يعيش عليه أبناء الحياة فى هذا الوادى ؛ فإذا جعل الناس زواج ربهم "امون" فى هذا الشهر من ايام السنة فمعنى ذلك انهم انما كانو يلتمسون له ولنفسهم الخير والبركه فى موعد الخير والبركه ويمنون له الخصب فى حياته الزوجية ليرزقهم من خصبه وليغمرهم ببره ورحمته. ذلك لون من الوان الفكر الانسانى مبعثه حب البقاء والأمن فى الحياة والتماس ابواب الرزق من ابوابها. وهكذا فكر المصريون فى تزويج ربهم "امون"ثم باتوا يحتفلون بذكرى ذلك الزواج اذا ما جاء موسم فيضان النهر كل عام.
اطلق المصريون على هذا المعبد اسم " ابت رست " اى "ابت" الجنوبى وقد اختلف المتخصصون فى معنى كلمة " ابت " ويرى أغلبهم ان أكلمة " ابت "تعنى " الحريم " وان " ابت رست "تعنى الحريم الجنوبى لأن موكب الإله المقدس ينتقل بطريق النيل من معبد الكرنك الى معبد الاقصر اى من الشمال الى الجنوب ولهذا يعتقد المتخصصون انه كان يتم فى الفتره التى يقضيها "امون"فى الاقصر والتى كانت احدى عشرة يوما فى الاسرة الثامنة عشرة ووصلت الى ثلاثة وعشرين يوما فى الاسرة التاسعة عشرة واذدادت الى سبعة وعشرين يوما فى الاسرة العشرين وانه كان يتم زواج مقدس ( او احتفال بذكرى الزواج المقدس ) بين الإله امون والألهة موت ولهذا اعتبر معبد الاقصر بمثابة "قصر للزفاف" يتم فيه كل عام الاحتفال بذكرى هذا الزفاف المقدس.
امر امحوتب الثالث مهندسه" امنحوتب ابن حابو" بتشييد مجموعة من المبانى بدأها اغلب الظن من الجنوب حيث كان يقام معبد الدوله الوسطى بقدس الاقداس لأن الهدف الاساسى من اقامة اى معبد هو ايجاد المكان المناسب لتمثال الإله اولا ثم إقامة مجموعة المخازن التى من حوله اللازمه ، وأنهاها بالممر الفخم الذى يتكون من صفين من الاساطين التى تنتهى بتيجان على هيئة زهرة البردى المتفتحه ولم ينتهى العمل فى هذا الممر العظيم فى حياته فلما جاء ابنه امنحوتب الرابع "اخناتون" على عرش البلاد ترك امون وتعبد للإله اتون بل وتتبع اسم امون ومحاه من نقوش ابيه فى المعبد ثم اكمل توت عنخ امون ومن بعده حورمحب هذا الممر العظيم.
امر رمسيس الثانى فى الاسرة التاسعة عشرة مهندسه"باك-ان-خنسو"بإضافة الفناء الكبير المفتوح ذو الاساطين واقامة صرح ضخم وستة تماثيل للملك رمسيس الثانى ومسلتين امامه كما اقام المسيحيون فى احدى اجزاءه الجنوبيه كنيسه ؛وبنى المسلمون فى عهد الفاطميين مسجد لهم وهو مسجد سيدى يوسف ابى الحجاج نراه على يسار الداخل مباشرة فى فناء رمسيس الثانى.
وقد اطلق العرب كلمة"الاقصر" على هذا المعبد وذلك عندما شاهدوا هذه المنشئات الضخمه التى تشبه القصور عندهم بدليل وجود اسم قصر فى اسماء العديد من المعابد التى ترجع لفترة حكم البطالمه او الرومان فى مصر مثل قصر ابريم فى بلاد النوبه وقصر البنات فى شمال غرب الفيوم وقصر العجوز بمدينة هابو وقصر قارون وكلها اسماء عربية اطلقها العرب على هذه المعابد عندما شاهدوها.
وصف المعبد :
نصل الآن الى صرح المعبد الذى شيده رمسيس الثانى وهو عباره عن بوابة ضخمه يتوسطها مدخل المعبد وكان يتقدمها ستة تماثيل ضخمه له ؛ تمثالان كبيران على جانبى المدخل يمثلان رمسيس الثانى وهو جالس وكان يجاور كل منهما تمثالان اخرين يمثلانه واقفا. لم يبقى الآن من هذه التماثيل إلا التمثالين الجالسين ويصل ارتفاع كل منهما الى 14 مترا وتمثال واحد واقفا وهو المقام على اقصى اليمين (بالنسبه للداخل) كما اقام رمسيس الثانى امام الصرح ايضا مسلتين من حجر الجرانيت الوردى تزين الصغرى منهما ميدان الكونكورد فى باريس منذ عام 1836 يصل ارتفاعها الى 22,2 مترا وظلت الاخرى قائمه فى مكانها حتى الآن امام البرج الشمالى ( بالنسبه للداخل) وتتميز بمجموعة للقردة البارزة التى تهلل للشمس والمنحوته على قاعدتها يصل ارتفاع هذه المثلة الى 24,6 مترا. يوجد امام الصرح ايضا طريق لأبى الهول يرجع لعهد الملك نختنبو من ملوك الاسره الثلاثين كان يوصل الى معبد خنسو جنوب معابد الكرنك وقد حل أغلب الظن محل طريق الكباش الذى يرجع الى عهد الملك امنحوتب الثالث.
تصف النقوش الغائره على واجهة الصــــــرح ( العرض 65متر تقريبا ) المعارك الحربيـــة التى قام بها رمسيس الثانى ضد الحيثيين فى العام الخامس من حـــكمه وهى للأسف مهشمة الى حد كبير فنشاهد على الجناح الأيمن ( الغربى ) للصرح الملك رمسيس الثانى ومعه مستشارية العسكريين ( المنظر منقوش فى اقــــصى لشمال) وفى والوسط نرى الموقع او المعسكر الذى هزم فيه اعدائه من الحيثيين وفى اقــصى اليمين نرى الملك فى عـــربته الحربيه وسط المعركه. اما المناظر الممثله على الجناح الايســــر ( الشرقى ) للــصرح فهى تمثل رمسيس الثانى فى عربته الحربيه يرمى الأعداء الحيثيين بوابل من السهام والارض مـــغطاه بالقتلى والجرحى اما الاحياء فيهربون مزعورون ويتركون قادش . وفى اقصى الشـــمال على هذا الجناح منظر لأمير قادش خائفا فى عربته . ووصـف كامل لهذه المعركه كتب باللغه المصريه القديمه ( بالنقش الهيروغليفى)بأسلوب شعرى موجود ايضا على الجزء السفلى من هذا الصرح والنص يبداء من الجناح الغــــربى (الأيمن )وينتهى على الجناح الشرقى.
ويوجد على واجهة الصرح ايضا أربعة فجوات عمودية فجوتان فى كل جناح وقد خصصت لكى توضع فيها ساريات الأعلام كما يوجد ايضا فى أعلى الصرح اربع فتحات خصصت لكى تثبت فيها هذه الساريات. نشاهد على جانبى المدخل من الخارج مناظر تمثل الملك رمسيس الثانى فى علاقاته المختلفه مـــــــع الآلهه والآلهات؛نذكر منهم ثالوث طيبة المقدس بالإضافه الى الآلهه امونت.اما على كتفى المدخل من الداخل فهناك اضافات ترجع لعصر الاسرة الخامسة والعشرين تمثل الملك شاباكا فى علاقته المختلفه من كل امون وامونت ومنتو وحتحور.
اما خلف الجناح الأيسر للصرح الشرقى فهناك مناظر جميله مختلفة ومتعدده للملك رمسيس الثانى وزوجتة فى حضرة الآلهه والآلهات وكذلك وهما يشركان فى الاحتفال بعيد الإله مين.
نصل من مدخل الصرح الى الفناء الفسيح (عرضه 57 متر وطوله 51متر) الذى اقامـــة رمسيس الثانى ويحيط به الصفات التى يرتكز سقف كل منهما على صفين من الاساطين عــدا المبنى الذى شــيدته حتشبسوت وتحتمس الثالث والذى يقــع على يمين الداخل مـباشرة وقـد شكلت هذه الاساطين (74 اسطون) على هيئة نبات البردى وهى تــصور بالفعل تدهور الفن المعمارى فى الاسرة التاسعة عشرة فقد فقدت اساطين رمسيس الثانى كل الشبه بالشكل الأصلى المفــــروض انها تمثله وخاصـــة اذا ما قارنا بينـــها وبين اســاطين امنحوتب الثالث فى نفس المــعبد وبين الاساطين الجرانيتيه الجميله الرشيقه التى اقيمت فى عهد حتشبسوت وتحتمس الثالث والمقامه امام المقاصير الثلاثه للثالوث المقدس فى الجزء الشمالى الغربى من فناء رمسيس الثانى نفسه.وتقوم بين الأساطين الأمامية فى النصف الجنوبى لهذا الفناء المفتوح تماثيل للملك رمســيس الثانى منها مايمثله واقفا ومنها مايمثله جالسا. فنرى على جانبى المدخل الموصل الى الممر العظيم الذى اقامه امنحوتب الثالث تمثالين ضخمين يمثلان رمسيس الثانى جالسا على الـــعرش الذى زين بمناظر تمثل الهي النـــيل وهما يؤكدان الوحده بين الوجهين وذلك بربط بنات البردى رمــز الشمال ونبــات اللوتس رمز الجنوب وتتميز تماثيل رمســـيس الثانى الواقعه فى الجهـــه الشرقيه من الفناء بالجمال والروعـــــــــه. كذلك يميز بعضها ؛ سواء مايمثله جالسا او واقفا ووجود الملكه نفرتارى بحجم صغير منقوش او منحوته كتمثال بالقرب من احدى ساقيى التمثال.وقد اطلق على هذا الفناء اسم "معبد رعمسسو المتحد للأبد".تزين جدران الفناء الفسيح مناظر مختلفه تمثل التقديمات المقدسه بجانب مناظر تمثل الشعوب الاجنبيه المهزومه ومن أهم المناظر التى يجب مشاهدتها فى الفناء المنظر الموجود على الجدار الجنوبى الغربى والمنظر يمثل واجهة معبد الاقصر كامله اى الصرح بتماثيلة السته وأعلامه والمثلتين ؛ وعلى يمين (الناظر) نرى موكب يتقدمه الامراء من ابناء رمسيس الثانى يتبعهم الأضاحى السمينة المزينة من الماشية التى سوف يضحى بها-اغلب الظن كقربان.يوجد فى الركن الشمالى الغربى من فناء رمسيس الثانى المقاصير الثلاثة التى شيدها كل من حتشبسوت وتحتمس الثالث وان كان البعض يرى ان رمسيس الثانى الذى سجل اسمه عليها هوالذى اقامها بحجاره اغتصبها من مقاصير لحتشبسوت وتحتمس الثالث.يتقدمهذه المقاصير اربعة اساطين رشيقة على شكل حزمة سيقان من الجرانيت الاحمر؛اما تيجان هذه الاساطين فهى سيقان البردى وقد شد بعضها الى بعض ويلاحظ وجود الرباط ذو اللفات الخمس اسفل التاج ويمكن ان نطلق عليها اصطلاحا تيجان البردى المبرعم تمييزا لها عن تيجان البردى المتفتحه .وقد خصصت المقصوره الوسطى للأله امون رع والغربيه لزوجته الألهه موت والشرقيه للإبن الإله خنسو اله القمر.وتميزت كل مقصوره من المقاصير الثلاثة بمناظر تمثل اطلاق البخور والتطهير وتقدمه الدهون والقربان الى المركب المقدس الخاص بالإله والألهه صاحب المقصوره هذا بالإضافه الى المناظر الدينيه المختلفة.اما جامع ابى الحجاج فيشغل الجزء الشمالى الشرقى من الفناء.
يلى فناء رمسيس الثانى بقايا الصرح الذى كان يمثل مدخل المعبد فى عهد الملك امنحوتب الثالث بعد ذلك نصل الى الممر الفخم الذى يتكون من صفين من الاساطين البرديه العظيمه ؛ فى كل صف سبعة اساطين تنتهى بتيجان على هيئة زهرة البردى المفتحة ويصل ارتفاع الاسطون الى 16 مترا ولا تزال للآن هناك بعض الكتل الضخمه التى كانت تحمل سقف هذا الممر.
سجلت على جداران هذا الممر ايضا احتفلات عيد "ابت"او"اوبت"والتى ترجع اغلب الظن الى عهد الملك توت عنخ امون وهى تصور الاحتفلات السنوية التى تقام فى النيل عندما يزور امون رع إله الكرنك معبد الاقصر وكان الموكب يتكون من مراكب الثالوث المقدس مركب امون الضخمه التى يميز مقدمتها ومؤخرتها رأسى الكبش الممثل للإله امون اما مركب مـــوت فـــيزينها رأس سيدة فوق كل منهما زينه للرأس على هيئة نسر ولعل السبب فى هذا ان كلمت موت فى اللغه المصريه القديمه تكتب بعلامه النسر والمركب الثالث هو مركب الابن خنسو برأسى الصقر وكان يصاحب هذه المراكب الكهنة والراقصات والموسيقيين والجنود وحملة الأعلام وفئات الشعب المختلفه.
تبدأ مناظرالموكب من اقصى شمال الجدار الغربى وتستمر بعد ذلك جنوبا حتى نهايتة ثم تستمر بعد ذلك من اقصى جنوب الجدار الشرقى شمالا حتى نهايته إلا ان اغلب المناظر قد اصابها التلف.
ويمكن تتبع مناظر الموكب على الجدار الغربى من الشمال الى الجنوب على الوجه التالى :
1 - القرابين الملكيه امام مراكب الثالوث المقدس فى معبد امون بالكرنك.
2- حمل مراكب الآله على اكتاف الكهنة من الكرنك الى نهر النيل.
3- ابحار المراكب على صفحة النيل الى معبد الأقصر فى احتفال دينى وشعبى كبير.
4- موكب المراكب البرى(من حيث رست فى النيل)حتى معبد الأقصر.
5- مناظر المراكب المقدسه والقرابين والتقدمات داخل معبد الاقصـــر.
أماعلى اجدار الشرقى فنـتابع المناظر من الجنوب للشمال على الوجه التالى :
1- القرابين الملكيه امام مراكب الثالوث المقدس فى معبد الاقصر.
2- حمل مراكب الآلهه على أكتاف الكهنه من معبد الاقصر الى النيل.
3- ابحار المراكب فى النيل للعوده الى الكرنك فى احتفال دينى وشعبى كبير.
4- موكب المراكب البرى (من حيث رست فى النيل الى معبد امون فى الكرنك.
5- القرابين والتقدمات الملكيه امام المراكب المقدسه فى معبد امون بالكرنك.
وقد استطاع حور محب بذكائه ان يتوج فى طيبه فى عيد "الأوبت". كذلك سجل كل من سيتى الاول ورمسيس الثانى وسيتى الثانى اسماءهم على جدران هذا الممر العظيم. نصل الآن الى الفناء الكبير الذى شيده امنحوتب الثالث عرضه 51 متر وطوله 45 متر وكان مخصصا للاحتفالات الدينية التى يشارك فيها فئات الشعب المختلفة وقد اقيمت فى جوانبة الثلاثه الشرقى والغربى والجنوبى صفان من الأساطين التى شكلت على هيئة حزم سيقان البردى المبرعم ومجموعها 64 اسطون وللأسف ان احجار السقف التى كان ترتكز عليها الأعتاب القائمه على اللأساطين قد سقطت اغلبها وبذلك لانستطيع ان نشاهد الضوء الساطع والظل القائم الذى من أجله صمم هذا الفناء بهذا الشكل القاتم الذى من أجله صمم هذا الفناء بهذا الشكل لكى يظهره اما عن مناظر هذا الفناء فقد تهشمت اغلبها. و فى بداية عام 1989 م تم العثور على مجموعة من التماثيل التى تمثل ملوكاً وأرباباً، وذلك فى أثناء التنقيب فى الجزء الجنوبى الغربى من هذا الفناء حيث حفرت حفرة فى الفناء لمعرفة سبب زحزحة بعض الأعمدة والأعتاب، الأمر الذى كان يهدد المعبد والزائرين. وقد أسفرت الحفائر عن إكتشاف حفرة فى الأرض مردومة، كانت تحتوى على 26 تمثاًلأ تمثل ملوكاً وملكات وأرباباً فى حالة جيدة من الحفظ. وأهم تسعة قطع فنية من هذه المجموعة معروضة الآن بمتحف الأقصر.
خلف فناء الاحتفلات نجد صالة الأساطين وتشمل على اربعة صفوف من الاساطين التى شكلت على هيئة حزم سيقان البردى المبرعم وكل صف به اربعة اساطين ويمكن اعتبارها صالة لتجلى الإله وللإشراق حيث يتجلى(او يشرق)منها(تمثال)الإله عند الخروج من قدس الاقداس.ولم يبقى الزمن الاعلى مناظر قليله يمكن تتبعها عن الجزء الاسفل من الجدار الشرقى والجنوبى لهذه الصاله حيث نشاهد مناظر لأقاليم مصر المختلفه يمثلها اله النيل حاملا للقرابين والتقدمات؛وقد تدل هذه التقدمات على منتجات الأقاليم. كما نشاهد على الجدار الشرقى منظر يمثل امنحوتب الثالث امام آلهة طيبه ، وقد سجل كل من سيتى الاول ورمسيس الثانى ورمسيس الثالث ورمسيس الرابع ورمسيس السادس اسماءهم على بعض اساطين وجدران هذه الصاله.
نجد فى الجدار الجنوبى لصالة الاساطين على يمين ويسار الداخل مدخلين صغيرين يوصلان الى مقصورتين صغيرتين اليمنى تمثل مقصورة الإله خنسو الغربية واليسرى الملاصقه للصالة ذات الثمانية اساطين للألهه موت يلاصقها مقصورة الإله خنسو الشرقيه. كما نجد مدخل الى سلم مهدم بالقرب من مقصورة خنسو الغربيه. نجد فى منتصف الجدار الجنوبى لصالة الأساطين درج بسيط يوصل الى قاعة كان بها ثمانية اساطين ازيلت عندما تحولت فى العصر الرومانى (من 30ق م الى 395م) الى هيكل مسيحى فأغلق المدخل الموصل الى قدس الأقداس وتحول الى تجويف (حنيه) اقيم على كل من جانبية عمود من الجرانيت وغطيت المناظر الجميله لأمنحوتب الثالث وهو فى علاقته المختلفه مع الآله والآلهات بطبقة كثيفة من البياض ليرسموا عليها مناظر دينية مسيحية وبمرور الزمن انسلخ جزء من طبقة البياض فاسفر عما تحته من مناظر تمثل الملك امنحوتب الثالث فى مناظر دينية مختلفه ويعتقد ان هذه الصاله هى جزء من صالة التجلى وذلك طبقا لما فيها من مناظر تشير الى ذلك .ولعل اهم هذه المناظر مانـشاهده على الجزء الشرقى من الجدار الجنوبى حيث نرى الملك راكعا امام امون والأله موت برأس لبؤه تتوجه. كذلك نجد فى هذه القاعة حجرتين صغيرتين احدهما يمينا فى نهاية الجدار الغربى والثانية شمالا فى نهاية الجدار الشرقى.
بعد ذلك نصل من المدخل الذى عمل فى التـــجويف الى صالة ذات اربعة اســـاطين كــانت مــخصصة لمائدة القرابين والتقدمات المقدسه اذ نقش على جدرانها اكثر من اربعين مــنظرا تمثل الملك امـــــنحوتب الثالث والقرابين والهبات المقدسه التى يقدمها لأمون نذكر منها قائمة القرابين التى يقدمها الملك لأله المعبد.
كذلك العجول الاربعة التى يقدمها لأمون ونراها على الجدار الشمالى على يسار الداخل مباشرة اما على الجدار الشرقى فهناك العديد من المناظر لتى تمثل الملك وهو يطلق البخور ويقدم الأوانى وصناديق الملابس الملونة وتقدمات أخرى الى امون. نجد فى الجدار الغربى لصالة مائدة القرابين مدخل يوصل الى عدد من الحجرات كما نجد مدخل آخر فى وسط الجدران الجنوبى ويصل الى حجرة الزورق المقدس لأمون وهى المقصورة التى أقامها امنحونتب الثالث على اساس ان تكون على محور مستقيم مع مدخل المعبد ومقصورة الزورق المقدس هنا محاطه بعدد من الغرف التى ربما استخدمت كمخازن لحفظ الأشياء اللازمة للخدمة اليومية فى المعبد من اوانى ومباخر وزيوت وعطور وبخور وملابس وماشابه ، وقد صورت على جدران هذه المقصورة المناظر المختلفه التى تمثل الملك امنحوتب الثالث فى علاقاتة مع الآلهه والألهات وان كان اغلبها على الجدار الشرقى يمثل الملك وهو يقوم بتقدمات مختلفه من زهور وبخور وأربعة عجول الى أمون.
وكان يحمل سقف هذه الحجرة اربـــعة اساطين ، ازيلت عندما اراد الأسكندر الأكبر (عام 332ق.م)ان يقيم مـــقصورة مقدسة للقارب المقدس الخاص بالإله امــون فأقامها وسط هذه الغرفة التى شيدها امنحوتب الثالث وهى المقصوره المعروفة الآن بمقصورة الأســــكندر وقد صور على جدرانها سواء الخارجيه او الداخليه الأســـــكندر فى عـــلاقاتة المختلفة مع ثالوث طيبة ولعل من اهم المناظر الخارجيه المنظر الذى يمثل المراحل المختلفة لدخول المـــــعبد وهذا يجب مـــــلاحظة الفرق الشاسع بين رقة الفن وجماله فى عهد امـنحوتب الثالث والمبالغة فيه وبعده عن الجمال فى عهد الأسكندر .
نجد فى الجدار الشرقى لغرفة المركب المقدس مدخل يوصل الى حجرة جانبية ذات ثلاثة اساطين ، بها مدخل فى جدارها الشمالى يوصل الى غرقة اخرى ذات ثلاث اساطين لها شهرتها التاريخيه وهى الغرفة التى تعرف اصطلاحا بأسم غرفة الولادة وقد عرفت بهذا الاسم لما بها من مناظر تمثل ولادة امنحوتب الثالث الإلهيه وهو التسجيل الذى اراد به امنحوتب الثالث ان يؤكد نسبه فيه للاله امـــون نفسه اذ نعرف ان والده تحتمس الرابع كان قد تزوج من اميرة ميتانية هى " موت ام اويا " بنت الملك الميتانى "ارتاتاما"وهى كما نعرف اميره اجنبية لا يجرى فى عروقها الدم الملكى المصرى ولهذا اراد الملك ان يؤكد شرعيته للعرش وذلك بإثبات نسبه للإله امــــــــون نفسة مثل ما فعلت الملكة حتشبسوت من قبله ويجب ألا ننسى ان غرفة الولادة هذه كانت من الاسباب الأساسية التى دعت الى بناء معبد الأقــصر كله .
تمثل لنا المتاظر المنقوشة على الجدار الغربى ثلاث صفوف تمثل الولاده المقدسة بمساعدة الآلهه والآلهات اما المناظر التى على الجدار الجنوبى فتمثل اعتلاء امنحوتب الثالث للعرش. على اية حال فالمناظر اغلبها مهشم وفقدت أجزاء كبيرة منهاولعل من اهم المناظر مايمثل الإله تحوت يقود امــون الى مخدع الملكه ليحل محل تحتمس الرابع والمنظر الخاص بالإله امـون والملك " موت ام اويا " وهما جالسان على سرير تحمله الإلهتان سلكت ونيت ويشبه علامة السماء المصريه ، وأخيرا منظر الإله خنوم وهو يصنع على دولاب الفخرانى طفلين هما امنحوتب وقرينه(الكا).
نصل من مدخل فى الجدار الجنوبى لمقصورة الزورق الى صالة ذات عشرة اسطونا قسمت الى صفين وهى طبقا لما بها من مناظر ربما كانت مخصصة لمائدة القربان الخاصه بتمثال الإله فى قدس الأقداس الذى كان يقيم فى الحجرة الوسطى التى تليها مباشرة وهى حجرة بها اربعة اساطين قسمت الى صفين وتمثل المناظر التى على جدرانها امنحوتب الثالث فى علاقاته المختلفة مع الآلهه بجانب المناظر التى تمثل تقدمه القاربين إليهم. يوجد على جانبى غرفة التمثال مجموعة من الحجرات كانت مخصصة اغلب الظن لمستلزمات الطقوس الخاصه بتمثال الإله. اما المناظر الخارجية للجدار الغربى والجدار الشرقى للمعبد فقد مثل عليها الحروب الأسيويه للملك رمسيس الثانى. يبلغ طول معبد الأقصر الآن بعد اضافات رمسيس الثانى 255,9 متر وكان 190 مترا تقريبا فى عهد امنحوتب الثالث ويبلغ 54,4 مترا فى اقصى عرضه .
|