منذ بداية السبعينيات بدأ الاهتمام بمنطقة الزرانيق كأرض رطبة ذات أهمية دولية للطيور المهاجرة ومنذ ذلك الحين اكتسبت الزرانيق شهرة واسعة النطاق وأصبحت مركزا لاستقبال السائحين والباحثين والمهتمين بالبيئة. وتضم منطقة الزرانيق أمثلة فريدة لبيئات حوض البحر المتوسط. وتعتبر محمية الزرانيق الطبيعية وسبخة البردويل بشمال
سيناء أحد المفاتيح الرئيسية لهجرة الطيور في العالم حيث تمثل المنطقة محطة بالغة الأهمية للتزود بالغذاء والراحة للطيور المهاجرة من أوروبا وآسيا في طريقها إلي أفريقيا سعياً وراء مصادر الغذاء وهرباً من صقيع الشتاء. ومن منطلق الحفاظ علي هذه المكونات عظيمة الأهمية أعلنت الزرانيق محمية طبيعية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1429 لسنة 1985 وفقاً لأحكام القانون 102 لسنة 1983 في شأن المحميات الطبيعية.
تقع محمية الزرانيق الطبيعية في الجزء الشرقي من بحيرة البردويل علي مسافة حوالي 25 كم غرب مدينة
العريش وتغطي حوالي 250 كم مربعا. ويحدها من الشمال ساحل البحر المتوسط ومن الجنوب طريق
العريش القنطرة ومن الشرق مناطق التنمية السياحية الممتدة من
العريش غرباً، ومن الغرب بحيرة البردويل.
وتقع محمية الزرانيق في شمال
سيناء، بنهاية الجزء الشرقي لبحيرة البردويل، وتطل علي البحر المتوسط.
علي مساحة: 230 كم 2 (68% مسطحات مائية و32% كثبان رملية).
اماالارتفاع: تقع علي ارتفاع يصل في أقصاه إلي 30 مترا فوق سطح البحر
ويتميز المناخ في شمال
سيناء عموماً بشتاء بارد نوعا حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة في المنطقة حوالي 13 وصيف معتدل متوسط درجات الحرارة فيه 25 نتيجة وقوع المنطقة علي ساحل البحر المتوسط، وهي منطقة شبه صحراوية يتراوح معدل سقوط الأمطار بها بين 80 إلي 100 ملليمتر في العام
وقدأعلنت بحيرة البردويل من قبل الحكومة المصرية كأحد المواقع الهامة ضمن اتفاقية رامسار الدولية لحماية الأراضي الرطبة الهامة للطيور المائية وذلك نظراً لموقعها المتميز وبيئتها الطبيعية الغنية التي تعتمد عليها أعداد ضخمة للغاية من الطيور المائية المهاجرة خاصة في منطقة الزرانيق. كما أدرجت منظمة Birdlife International المنطقة كأحد المناطق الهامة للطيور في العالم IBA حيث يتم حماية أنواع عديدة من الطيور المهددة بخطر الانقراض والأنواع ذات الحساسية العالية والتي انخفضت أعدادها مثل طائر المرعه وأيضاً كمنطقة من المناطق ذات الحماية الخاصة تحت طائلة اتفاقية
برشلونهلحماية البحر المتوسط والمناطق ذات الحماية الخاصة.
تهدف المحمية إلي صيانة وحماية الموارد الطبيعية من خلال تطبيق أحكام القانون 102 لسنة 1983 الذي ينظم إدارة واستغلال المحميات الطبيعية في مصر. فتعمل المحمية علي الحفاظ علي عناصر التنوع البيولوجي وخاصة الأنواع المهددة بخطر الانقراض والبيئات الطبيعية التي تعتمد عليها وكذلك مناطق التراث الثقافي من خلال الاستخدام الأمثل والحكيم للموارد المتاحة من أجل جيلنا والأجيال القادمة. إن أهداف إنشاء المحميات الطبيعية تتعدي مجرد الصيانة والحماية فهي تسعي لأن تكون إحدي ركائز التنمية المستدامة وذلك عن طريق تطوير سبل مستحدثة وغير تقليدية لاستغلال تلك الموارد دون الإضرار بها. مثال ذلك تنمية السياحة البيئية التي تعتمد علي طبيعة المكان ومنها سياحة مراقبة الطيور والتي تعمل المحمية علي تطويرها حتي تصبح مركز جذب للسياحة المحلية والعالمية تجني ثماره شمال
سيناءوتعود بالنفع والفائدة علي المجتمع. وتعد المحمية أيضاً من المناطق الهامة للدراسات العلمية والحفاظ علي مناطق التراث التاريخي الموجودة بها. وتقوم المحمية بالعديد من الأبحاث التي يتم إجراؤها لدراسة التأثيرات البيئية للأنشطة المختلفة بالمنطقة. كما تقوم المحمية بتصميم وإدارة العديد من البرامج التعليمية حيث يقوم مركز الزوار بالمحمية بتوضيح دور المحميات الطبيعية في حماية البيئة ولا يقتصر دور المركز علي ذلك بل يقوم بتنظيم الدورات التدريبية للعاملين في هذا المجال والجمعيات غير الحكومية وطلبة الجامعات وغيرهم من المهتمين بالبيئة.
تعتمد محمية الزرانيق علي ثلاثة مصادر رئيسية للمياه علي النحوالتالي:
المياه المالحة التي تغذي بحيرة الزرانيق من خلال ثلاث فتحات للبواغيز الطبيعية (بوغاز الزرانيق / بوغاز أبوصلاح / بوغاز تفاحة) والتي تصل ما بينها وبين البحر المتوسط وتعتمد أهمية هذه الفتحات علي العوامل الطبيعية (شدة التيارات البحرية / اتجاهها / ترسيب الرمال علي الشاطئ /التآكل والنحر... الخ) التي تؤدي إلي فتح تلك البواغيز أوإغلاقها دون تدخل من الإنسان، ففي حالة فتح البواغيز تزداد كميات المياه الداخلة من البحر إلي
البحيرة فتقل نسبة الملوحة وتتحسن نوعية المياه ومكوناتها، أما في حالة غلق البواغيز والذي قد يستمر لفترات طويلة فان نسبة الملوحة تزداد بدرجة كبيرة مما يؤدي إلي انخفاض نوعية المياه ومكوناتها.
مياه البحر المتوسط التي تدخل عبر بوغاز بحيرة البردويل رقم (2) وهوفتحة صناعية لتبادل المياه ما بين البحر المتوسط وبحيرة البردويل ويصل عرض تلك الفتحة إلي حوالي 300 متر ومتوسط عمقها 4-6 أمتار وتصل كميات من المياه الداخلة عبر هذه الفتحة إلي بحيرة الزرانيق فتحسن من كفاءة ونوعية المياه بها.
المصدر الثالث الذي يغذي المنطقة هوالمياه العذبة التي تصل إلي المنطقة نتيجة الجريان التحت سطحي لمياه الأمطار التي تهطل علي السفوح الشمالية لجبال المغارة (علي مسافة حوالي 90 كم جنوبا) والتي تتجه بفعل الانحدار إلي الشمال فتصل إلي محمية الزرانيق وتجري حاليا دراسة وتقييم لكميات هذه المياه ونوعيتها وتأثيرها علي الاتزان المائي بالمنطقة.