محمية رأس محمد
2019/03/18 11:23 ص
تعد محمية رأس محمد واحدة من أجمل وأروع بقاع العالم، حتى أن البعض يُطلق عليها جنة الله في الأرض لما فيها من مناظر طبيعية خلابة، وتنوع ملحوظ بين البيئة النباتية والحيوانية والبحرية، فهي تحتوي على حفريات يعود عمرها لأكثر من 75 مليون عام مضت، كما أنها غنية بالشعاب المرجانية الخلابة، والجزر الرائعة، والحياة البرية المتمايزة.
المحميات الطبيعية في مصر
- تمثل المحميات الطبيعية في مصر نماذج من النظم البيئية ذات الأهمية التي تسعي الدولة الي حمايتها والحفاظ عليها من عوامل التدهور ورفع كفاءتها كقاعدة وطيدة للتنمية والسياحة والاستثمار المتواصل .
- يبلغ عدد المحميات 30 محمية علي مساحة حوالي 150ألف كم2 بما يمثل 15% من مساحة الجمهورية حيث تغطي المحميات معظم النظم البيئية المتميزة وتأوي أكثر من 20ألف نوع من النباتات والحيوانات .
- المحميات الطبيعية ثروات رئيسية للأجيال الحالية والقادمة واحتياطي استراتيجي للدولة، وتسعي الدولة الي حماية هذه الموارد الطبيعية ورفع كفاءتها كقاعدة وطيدة للتنمية والسياحة والاستثمار لأن المواطن المصري له الحق في الحياة في بيئة نظيفة ونقية، مع أهمية حماية الموارد الطبيعية والحفاظ عليها للاجيال القادمة والاستفادة من نتائج هذه الموارد في التنمية البيئية المستدامة.
تاريخ إنشاء محمية رأس محمد
كانت محمية رأس محمد أول محمية طبيعية يتم إنشائها في مصر، و تم إعلانها رسمياً كمحمية طبيعية عام 1938م، على مساحة 97 كم، لكنها لم تحظى باهتمام ملحوظ حتى عام 1989م، حيث وُضعت خطة شاملة لتطويرها وتوسعاتها حتى وصلت مساحتها لنحو 480 كم، منها 135 كم أراضي برية، و345 كم شعاب مرجانية وبيئة مائية.
سبب التسمية
هناك أكثر من رأي عن سبب تسمية محمية رأس محمد بهذا الاسم، فالبعض يقول أنها سميت كذلك لأنها تبدو على الخريطة كرأس مثلث قاعدته تتكون من سلاسل جبال جنوب سيناء، أما البعض الأخر يقول أنها تبدو بجزأيها المائى والبري كرأس رجل له لحية ضخمة لذلك أطلق عليها محمية رأس محمد .
محمية رأس محمد .. الموقع والتنوع الفريد
تعتبر محمية «رأس محمد» بجنوب سيناء ثانى أهم محمية طبيعية على مستوى العالم، على مدى الثلاثين عاما الماضية، بعد أولورو- كاتا بارك تجوتا باستراليا، فهى تجسيد متكامل لنظام إيكولوجى يشمل البحر بمياهه ذات الألوان المتدرجة باللون الأزرق، والجبال والصخور الشاهدة على الطبيعة المصرية، والنباتات كالمانجروف والشورى، ودرجات الحرارة المعتدلة، والهواء النقي، لتجسد لنا لوحة طبيعية فى تناغم فريد من نوعه فى العالم .
تقع محمية رأس محمد عند التقاء خليج السويس وخليج العقبة، وتمثل الحافة الشرقية لمحمية رأس محمد حائطاً صخرياً مع مياه الخليج الذى توجد به الشعاب المرجانية .
تتميز منطقة رأس محمد بالشواطئ المرجانية الموجودة فى أعماق المحيط المائى لرأس محمد وبالأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، كماتحيط الشعاب المرجانية برأس محمد من كافه جوانبها البحرية وتشكل تكوينا فريدا مما له الأثر الكبير فى تشكيل الحياة الطبيعية بالمنطقة كما تشكل الانهيارات الأرضية " الزلازل " تكوينات الكهوف المائية أسفل الجزيرة والمحمية موطن للعديد من الطيور والحيوانات الهامة مثل: الوعل النوبى بالمناطق الجبلية وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات والتى لا تظهر إلا ليلاً، كما أن المحمية موطن للعديد من الطيور الهامة مثل البلشونات والنوارس .
محمية رأس محمد .. قبلة الغواصين
-تشمل محمية رأس محمد أكثر من 12 شاطئا وتعد قبلة الغواصين في العالم لأنها تجمع ثلاث بيئات في تشكيلة رائعة من الطحالب البحرية والشعاب المرجانية والأسماك ( أسماك بيكاسو ذات الالوان الزاهية).
-تعد محمية رأس محمد أهم محميات مصر وفقا للتصنيف العالمي، وذلك لكونها من أهم 3 مواقع غطس على مستوى العالم، لجودة الشعاب المرجانية والبيئة البحرية بها، بالإضافة إلي جودة الشعاب المرجانية في مصر بشكل عام، والتي لا تنافسها فيها دولة سوى استراليا .
التنوع البيولوجى فى المحمية
يوجد بالمحمية العديد من الكائنات ومنها :
-الطيور ، مثل : الصقور ، البلشونات ، اللقالق ، الثدييات مثل : الثعالب ، الضباع ، الأرانب الجبلية ، الغزلان ، الماعز الجبلي .
-الحيوانات البحرية ، مثل : الدرافيل ، القرش ، الترسة البحرية ، كما يوجد بها حوالي 150 نوعا من الشعاب المرجانية .
يُميز بوابة رأس محمد تصميمها المتفرد، فقد صُممت بواسطة أحد المهندسين المصريين بعد حرب أكتوبر، واستخدم في بنائها الصخور الإسمنتية التي وُضعت بجوار بعضها البعض بطريقة مميزة جدًا.
أهم المناطق السياحية بالمحمية
تحتوي محمية رأس محمد على العديد من الأماكن السياحية الرائعة والتي تتنوع في مناظرها الطبيعية الخلابة، أهمها ما يلي :
يقع شاطئ السويس بالقرب من خليج السويس، تتميز هذه المنطقة بجبالها التي يغلب عليها اللون الأحمر، ومياهها شديدة النقاء، والتي أصبحت موطن آمن للعديد من المخلوقات البحرية النادرة مثل الترسة البحرية وطيور النورس والدلافين وفصائل عديدة من القشريات وحيوانات الأسفنج بالإضافة لأكثر من 200 نوع من المرجان، لذلك فهي منطقة أكثر من مثالية للغوص والاستمتاع بروعة الطبيعة البكر في هذه المنطقة .
المانجروف هو أحد أندر النباتات الموجودة على سطح الأرض، حيث يتواجد في أربعة أماكن فقط حول العالم، من ضمنها محمية رأس محمد، لهذا النبات طبيعة خاصة حيث يقوم بامتصاص الأملاح الموجودة في المياه وإخراجها مرة أخرى على السطح الخارجي لأوراقه، وتفصل مجموعة أشجار المانجروف محمية رأس محمد عن جزيرة البعيرة، أما القناة فقد نشأت منذ ملايين السنين جراء زلزال عظيم ضرب مصر فظهرت القناة بطول 250 متر بها مياه ضحلة تجف أحياناً بفعل الظروف المناخية .
-
البحيرة المسحورة
-
هذه البحيرة تبدو وكأنها من عالم القصص الخيالية، وذلك نظراً لتدرج ألوانها المُبهر الذي يضم كافة درجات اللون الأزرق تقريباً، حتى أن البعض يُجزم بتغير لونها أكثر من سبع مرات في اليوم الواحد، تربط البحيرة أيضاً بأسطورة قديمة، وهي أن كل من يأتي للسباحة فيها وإلقاء العملات المعدنية مقترنة بأمنية ما تُحقق أمنيته، وسواء كانت مجرد أسطورة أو حقيقة مازال كافة زوار البحيرة يفعلون ذلك حرفياً حتى اليوم .
تم تسميت هذه الشعب المرجانية نسبة لسفينة شحن قبرصية كانت تُسمى يولاندا، غرقت السفينة في الجانب الغربي للشعاب المرجانية عام 1980م، ومازال حطامها وحمولتها قابعة في قاع البحر حتى اليوم، تحتوي الشعب المرجانية أيضاً على العديد من الأسماك والكائنات البحرية المختلفة مثل التونة الضخمة وقرش المطرقة والباراكودا وغيرها لذلك تُنظم إليها رحلات الغوص باستمرار .
عند زيارة هذه المنطقة يشعر الانسان كأنه في مدينة تنتمي لأحدى القصص الخيالية التي تحدث في قاع البحر، فشعابها المرجانية تبدو كأنها مجموعة من الطرق والكهوف البحرية، أما سكان هذه المدينة فهم مجموعة متنوعة من الأسماك التي تتميز بألوانها البديعة مثل سمك المهرج والفراشة وغيرها .
تتواجد هذه الحديقة تحت قاع البحر على مسافة قريبة من الشاطئ، وتتكون من هضبة رملية تعيش بها أسماك ثعبان البحر، وقد يصل طول بعض الأسماك هناك لنحو 80 سم، هي منطقة مميزة للغوص ومراقبة حياة ثعابين البحر، مع الحذر عند الاقتراب منها تجنباً لإخافتها .
و عبارة عن جدار صخري يسقط عمودياً حتى قاع البحر الأحمر، وهو أحد مناطق الغوص المميزة، حيث يحتوي على العديد من أنواع المرجان النادرة مثل المرجان الأسود، بالإضافة لأنواع أخرى مختلفة تُغطي الحائط الصخري بالكامل، أيضاً شق صخري واسع في شمال الجدار ويضيق تدريجياً كلما اتجهنا لأعلى ليُصبح أشبه بالمدخنة، يعيش في هذا الشق العديد من الكائنات البحرية النادرة .
مما سبق يتضح أن المحميات الطبيعية والحدائق الوطنية من العوامل الهامة للجذب السياحي حيث تتم بها بعض الأنشطة السياحية التي تجذب العديد من الزائرين مثل مراقبة الطيور و الحيوانات البرية و رياضة الغطس ومراقبة الأحياء البحرية أو ممارسة رياضة التجول في الغابات و تسلق الجبال و ارتياد الصحراء أو ممارسة السياحة العلمية مثل التعرف على التكوينات الجيولوجية و الصخرية الشاهدة على تعاقب العصور المختلفة .