تمثالا ممنون
2022/10/27 01:42 م
تمثالا ممنون، (بالإنجليزية: Colossi of Memnon) أي عملاقا ممنون، يعرفان محلياً باسم (الكولسات أو السلامات)، عبارة عن تمثالين ضخمين، شُيدا حوالي سنة 1350 ق م، هما كل ما تبقى من معبد بُنيّ تخليداً لذكرى الفرعون أمنحتب الثالث، الذي حكم مصر خلال الأسرة الثامنة عشر، يقعا في مدينة طيبة الجنائزية، الواقعة غرب نهر النيل من مدينة الأقصر الحالية.
يصور التمثالان المتماثلان أمنحتب الثالث (عاش في القرن الرابع عشر قبل الميلاد) جالساً، بينما يداه مبسوطتان على ركبتيه وناظراً تجاه الشرق (في الواقع تجاه الجنوب الشرقي حسب الاتجاهات الحديثة) نحو النهر. وقد نُحتّ شكلين قصيرين على مقدمة العرش إلى جانب ساقيه: هما زوجته تيي وأمه موت إم ويا. بينما تصور الألواح الجانبية إله النيل حابي.
تمثالا ممنون، من تصوير أنطونيو بياتو، القرن التاسع عشر، متحف بروكلين.
صُنعّ التمثالين من كتل لحجر الكوارتزيت الرملي التي استُخرجّت من الجبل الأحمر (بالقرب من القاهرة الحالية) ونُقلّت 675 كم (420 ميل) براً إلى طيبة (الأقصر). يُعتقد أن الأحجار كانت ثقيلة جداً بحيث لم يكن من المستطاع نقلها عكس تيار النيل. وربما تكون الكتل التي استخدمها المهندسون الرومان لاحقاً لإعادة بناء التمثال الشمالي قد جاءت من إدفو (شمال أسوان). بما في ذلك المنصات الحجرية التي كانوا يقفون عليها - بارتفاع حوالي 4 أمتار (13 قدمًا) - هذا ويصل ارتفاع كل تمثال إلى 18 متراً (60 قدماً) ويزن كل منهما 720 طناً. ويبعدان عن بعضهما حوالي 15 متراً (50 قدماً).
كلا التمثالين متضرران تماماً، بحيث لا يمكن التعرف فعلياً على الملامح الموجودة فوق الخصر. يتكون التمثال الجنوبي من قطعة واحدة من الحجر، لكن التمثال الشمالي به صدع كبير وواسع في النصف السفلي وفوق الخصر ويتكون من 5 طبقات حجرية. تتكون هذه المستويات العليا من نوع مختلف من الحجر الرملي، نتيجة لمحاولة إعادة بناء لاحقة، نسبها ويليام دي ويفليسلي أبني إلى سيبتيموس سيفيروس. يُعتقد أن التمثالين كانا في الأصل متطابقين مع بعضهما البعض، على الرغم من اختلاف النقوش والفنون الثانوية.
كانت وظيفة التمثالين الأصلية الوقوف كحارسين عند مدخل معبد أمنحتب التذكاري (أو المعبد الجنائزي): وهو بناء ضخم شُيدّ خلال عمر الفرعون، حيث كان يُعبد كإله على الأرض قبل وبعد رحيله عن هذا العالم. حينذاك، كان مجمع المعابد يُعد الأكبر والأفخم في مصر القديمة. يغطي مساحة إجمالية قدرها 35 هكتاراً (86 فداناً)، حتى أن المنافسين اللاحقين مثل الرامسيوم لرمسيس الثاني أو مدينة هابو لرمسيس الثالث لم تتمكن من مطابقتها في المنطقة؛ حتى أن معبد الكرنك كان أصغر حجماً، حينما كان قائماً في زمن أمنحتب.
تفاصيل لوحة جانبية تُظهر تصويرين بارزين مُحاطين بالمعبود حابي وإلى اليمين يقف تمثال لتيي زوجة الملك
وباستثناء التمثالين، لم يتبق اليوم سوى القليل من معبد أمنحتب. الذي كان قائماً على حافة السهول الفيضية للنيل وقد تسببت الفيضانات السنوية المتتالية في تآكل أساساتها - تُظهر مطبوعة حجرية شهيرة من أربعينيات القرن التاسع عشر بقلم ديفيد روبرتس المياه تُحيط بالتمثالين - ولم يكن معروفاً للحكام اللاحقين تفكيك واختلاس وإعادة استخدام أجزاء من آثار أسلافهم.